Wednesday, April 17, 2013

تفجيرات بوسطن: "نيويورك بوست" تثير انتقادات الأمريكيين وغضب على "العربية" من السعوديين

تقول مالاري تينور مدير تحرير الموقع الالكتروني لبوينتر، معهد الصحافة الأشهر على مستوى العالم: "لا يتذكر أحد من هو أول من نشر الخبر العاجل، ولكنهم يتذكرون دائما أول من نشر الخبر الخطأ".

ولكن يبدو أن صحيفة "نيويورك بوست" لا تتبنى الفكرة نفسها.


فقد وقعت الصحيفة في خطأين مهنيين جسيمين أثناء نقلها خبر تفجيري ماراثون بوسطن، الأول أثار لغطا كبيرا لدى القراء والمتابعين الأمريكيين والثاني أثر بشكل مباشر على العرب خاصة في السعودية.

فقد نشرت الصحيفة في أول قصصها وفاة 12 شخصا جراء التفجيرين، ونسبت المعلومة إلى مصدر في سلك الشرطة من دون الإفصاح عن اسمه. وكانت نيويورك بوست هي الوحيدة التي نشرت هذا الرقم، فيما ذكرت تقريبا جميع وسائل الإعلام الأمريكية أن المتوفين 2  .. ثم ارتفع بعدها الرقم إلى 3.

وعلى الرغم من تأكيد رقم 3 لاحقا، فإن نيويورك بوست تمادت في الالتزام بنشر المعلومة الخطأ على موقعها، مع اجراء تعديل بسيط ذكرت فيه أن "عدد الوفيات الرسمي 3 فيما أكد لنا مصدر في سلك الشرطة أن الوفيات قد تكون وصلت 12".

الأسلوب "البلدي" الذي اتبعته الصحيفة الكترونيا – قبل أن تصححه فيما بعد في النسخة المطبوعة المنشور غلافها أعلاه – أثار انتقادات كبيرة بين مراقبي المشهد الإعلامي في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال جيمس فالوز الصحفي الأمريكي المشهور في تغريدة "لا تزال نيويورك بوست متمسكة بعدد 12 حالة وفاة. أعلم أن صحف التابلويد عادة تتسرع ولكن إلى هذا الحد؟" (تغريدة فالوز وتعليق هافنجتون بوست على التغطيةمن هنا)

أما صحيفة واشنطن بوست، فقد نشرت عامودا لإريك ويمبل المتخصص في التعليق على التغطيات الإعلامية الأمريكية، أخذ منحى ساخرا من نبأ القتلى الـ12، مشيرا إلى أن نيويورك بوست قد تكون على حق فيما أن الشرطة والمسعفين وعمدة المدينة جميعهم على خطأ. (عامود ويمبل من هنا)

سعودي مشتبه به

الخطأ الثاني كان قصة منفصلة من نيويورك بوست أيضا عن مشتبه به سعودي الجنسية ويبلغ من العمر 20 عاما، قالت الصحيفة إنه يخضع لتحقيقات المباحث الفيدرالية في مستشفى بعد إصابته في موقع التفجيرين.

وسارعت الشرطة الأمريكية بالتأكيد على أن الشاب السعودي ليس محل استجواب، ولكنه مجرد شاهد، وأبدى تعاونا كاملا مع جهات التحقيق ... ولكن ربما بعد فوات الأوان.

فقد نشر موقع "العربية" نبأ وجود مشتبه به سعودي كأول وسيلة إعلام عربية تنقل عن نيويورك بوست، كما نشرته صحيفة "الوطن" المصرية أيضا عبر موقعها الإلكتروني، ونقله أيضا كاتب هذه السطور عبر تويتر منسوبا للصحيفة الأمريكية.

ومع تأكد عدم صحة النبأ، تلقت "العربية" ذات الجنسية السعودية ردود أفعال سلبية كثيرة، أبرزها تهديد سلامة السعوديين في الولايات المتحدة الأمريكية بنقل خبر بهذه الحساسية نقلا عن مصدر ضعيف.

ومع توالي موجات الغضب والانتقادات على "العربية" ومقارنتها بـ"الجزيرة" التي لم تنقل النبأ، لجأ بعض المدافعين عنها – لا نعلم تحديدا إذا ما كانوا من طاقم المحطة – إلى الدفاع عنها بنشر مقتطفات من أخبار متنوعة نشرتها "الجزيرة" سابقا نقلا عن "نيويورك بوست" .. في إشارة إلى أن الصحيفة الأمريكية تعد مصدرا موثوقا به.


ولكن ربما يكون أول من نبه إلى أن "نيويورك بوست" ليست مصدرا يتم النقل عنه كان إيهاب الزلاقي الصحفي المخضرم بصحيفة "المصري اليوم" والذي لام "الوطن" عبر تويتر على سرعة نشر خبر المشتبه به السعودي من دون توثيق.

وقال الزلاقي بعدها في إن المواقع أفسدت الصحافة، وهي تغريدة تحتاج إلى نقاش لاحق خاصة وأن تغطية "المصري اليوم" أيضا شابها بعض القصور.

Wednesday, April 10, 2013

أسوشيتد برس تعدل استخدام لفظ "إسلامي" في الدليل التحريري .. فهل تمتلك أي صحيفة مصرية دليلا مماثلا؟

أعلنت وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد برس عن تعديل في دليلها التحريري، يتضمن قواعد جديدة لاستخدام لفظ "إسلامي" في سياق الأخبار التي تبثها.


ويقضي التعديل باستخدام "إسلامي" لوصف أي شخص يتبنى قيام نظاما إسلاميا للدولة بغض النظر عن تصنيفه الأيديولجي سواء كان جهاديا أو يعمل في إطار حزب إسلامي ملتزم بخط سياسي وسطي.


وتأتي خطوة أسوشيتد برس استجابة لضغوط مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، الذي أعلن في أكثر من مناسبة عن أن استخدام "إسلامي" يعد نوعا من المعايير المزدوجة في الدليل التحريري لوكالة الأنباء العريقة.


وعلى الرغم من التعديل الذي أعلنت أسوشيتد برس، فإن (كير) لاتزال غير راضية، داعية إلى عدم استخدام لفظ "إسلامي" بشكل نهائي.

هل تمتلك أي صحيفة مصرية دليلا تحريريا مماثلا؟

السؤال الماضي إجابته معروفة للصحفيين المصريين، الذين لم يسبق لأغلبهم العمل في ظل دليل مماثل يوحد المصطلحات ويحدد سياقات استخدامها.

فكثير من وسائل الإعلام تظل عاجزة عن تحديد المعايير التي تستخدم معها لفظ "شهيد" أم "قتيل" على من يفقدون أرواحهم في حوادث مختلفة.

هل أفراد الحركة المناهضة للنظام السوري "ثوار" أم "متمردين" أم مجرد "مقاتلين"؟ هل الرئيس المصري السابق حسني مبارك "مخلوع" أم "متنحي"؟

وبغض النظر عن مشاعر القراء التي قد تميل تلقائيا إلى استخدام ألفاظ "شهيد" و"ثوار" و"مخلوع"، فإن معظم وسائل الإعلام بدأت في استخدام هذه المصطلحات إما مسايرة للرأي العام أو تجنبا للهجوم عليها من قبل القراء المتحمسين، وليس وفقا لدليل تحريري واضح يعرف كل لفظ ومتى يجب استخدامه.
UA-39370362-1