إذا
كنت تكتب مقالا أو مدونة، تصور فيديو لـ"يوتيوب"، تنتج podcast أو أغاني مستقلة لـ"ساوند كلاود"،
أو أي شكل أخر من أشكال المحتوى الإلكتروني، فأنت غالبا تتلقى تعليقات على إنتاجك هذا
من زوار موقعك أو شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة والتي تروج للمحتوى الخاص بك من
خلالها.
ومن
خلال العمل في المحتوى والنشر الإلكتروني لأكثر من عشر سنوات، أعلم تماما مدى اهتمامك
بمطالعة التعليقات التي تصلك، (حتى وإن كنت تدعي العكس أحيانا!) وسعادتك بالإيجابي
من هذه التعليقات وإحباطك أو غضبك من السلبي منها.
![]() |
الصورة من موقع hotforsecurity.com |
إليك
دليل سريع عن معظم أنواع التعليقات التي يتركها الزوار على الإنترنت، وماذا تعني، وكيف
يمكن أن تتعامل معها:
النوع
الأول: "احنا استفدنا إيه من الموضوع ده؟" أو "الموضوع مكرر مش بيضيف
جديد" أو "ضيعت 5 دقائق من وقتي في كلام فارغ"
هذه
التعليقات عادة تعكس رغبة داخل الشخص صاحب التعليق في أن يبدو أذكى منك، أو أكثر دراية
بالموضوع، على الرغم من أنه لا يستطيع أن يجد دليل يعارض به المحتوى الذي أنتجته. وبدلا
من البحث ومحاولة الرد عليك بالمنطق، فإنه يترك تعليقا مثل العبارات السابق ذكرها.
لا تلق بالا لهذا التعليق، لأن إذا كان صاحبه مشغولا وحريصا على وقته مثلما يدعي، فلم
يكن سيضيع دقيقة إضافية بعد الدقائق الخمس الأولى ليترك فيها تعليقا!
النوع
الثاني: "قشطة" .. "لايك" .. "حلو" .. "مشكور"
يرغب
أصحاب هذه التعليقات السريعة والمختصرة أن يمنحك دفعة إيجابية. ربما لا يملك وقتا لكتابة
مطولة، وربما لا يمتلك أصلا تعليقا مطولا ولكنه وجد في نفسه رغبة أن يشجعك سريعا وينتقل
إلى أمر أخر على الشبكات الاجتماعية. التصرف الأمثل من جانبك هو أن تشكر هؤلاء بـ"لايك"
على التعليق أو "فيفوريت" إذا كان على تويتر، أو أن تشكرهم جميعا في تعليق
واحد بأسمائهم.
النوع
الثالث: "في تحديث على الموضوع شكلك ما قريتوش" .. "بص على المقال ده
فيه معلومات مفيدة" .. "في حد تاني كاتب كلام عكس ده وده لينك"
تمسك
بهذا الشخص ووطد معرفتك به لأنه فصيلة نادرة من "المعلقين"! هذا الشخص لديه
ما يعلق عليه أو يصححه في الموضوع الذي تتحدث فيه، وبالتالي فهو يضيف قيمة جديدة حتى
وإن كانت ينتقدك أو يخالفك في الرأي. يجب أن تتعامل مع التعليقات من هذا النوع بجدية،
إذا كان هناك خطأ فيما كتبته، عدله سريعا واشكر صاحب التعليق الذي لفت انتباهك. إذا
كانت فكرتك صحيحة، عليك أن تشكره أيضا وتوضح له أنك خصصت وقتا للتأكد من صحة وجهة نظرك.
في كل الأحوال، ستكتسب "صديقا الكترونيا" يساعدك لاحقا على إنتاج محتوى أفضل.
النوع
الرابع: "مش قادر أصدق ان الكلام ده طالع منك! ... "حتى أنت؟؟" ...
"انا اتصدمت فيك بجد!"
أصحاب
هذه التعليقات عادة كانوا يمتدحونك كثيرا سابقا ولكنهم "قلبوا عليك" 180
درجة لأنك تتبنى الآن رأيا عكس رأيهم في موضوع ما. هذه التعليقات يحاول أصحابها إضعاف
موقفك من خلال هز ثقتك فيما تكتب بدون توفير أدلة كافية على خطأه، هؤلاء يحاولون أيضا
كسب تعاطف مستخدمين أخرين في صفهم من خلال الحصول على أكبر عدد تأييد أو "لايك"
على تعليقهم في مقابل عدد التعليقات المؤيدة و"لايك" للمحتوى الأصلي. ربما
عليك أن ترد عليهم ولكن في تعليق واحد فقط ولا تكرره، لأن أصحاب هذا النوع غالبا يرغبون
في جرك إلى مناقشة أو حتى "خناقة" الكترونية.
النوع
الخامس: "انت معندكش ضمير" .. "داري حقدك وغلك يا أخي" ..
"انت $%%#" (الأخير كلمات لا يمكن كتابتها)
تجاوز
أصحاب هذه التعليقات كل أفكارك وقرروا مهاجمتك شخصيا وبألفاظ قاسية أحيانا. لا تقف
أو تفكر كثيرا في هذا التعليق أو صاحبه، تجاهله تماما لأن ليس هناك ما يناقش. من حقك
أيضا أن ترد بـ"بلوك" إذا أردت لتجاوز أدب المناقشة والتعليق. هناك من يرى
أن الرد على هؤلاء ردا مهذبا قد يجعلهم يعتذرون ويعدلون من موقفهم، ولكن هذا الأمر
لا يحدث دائما
--
*هذه
التدوينة نشرت للمرة الأولى في العاشر من ابريل 2014 على صفحة فيسبوك الخاصة شركة سرمدي،
ضمن سلسلة من التدوينات تتناول امورا تتعلق بالمحتوى الالكتروني
No comments:
Post a Comment