قبل نحو عشرة أيام، نشط مغردون على هاشتاج #كلمات_مبتذلة
الذي أطلقه الصحفي المصري أحمد زكي، المعروف على تويتر بـزاكوفيتش (AhmedZaky@(. وكان زكي يقصد بها على العبارات الكليشيهات الصحفية
التي يتم استخدامها بصورة مفرطة حتى تضعف المعنى أو حتى توحي بعكسه.
أكثر ما لفت نظري جراء الاشتراك في هذه المناقشة على
تويتر كان: 1) أن أغلب المشاركين لم يدرك أن عبارة "كلمات مبتذلة" هي
الترجمة العربية للكلمة الفرنسية "كليشيه" Cliche و 2) أن كثيرا ممن يعرفون المعنى الحقيقي لها لا يجدون غضاضة في
استخدام الكليشه ولم يجدوا في الأمر ما يستحق التعليق.
ويظن كثيرون أن مبتذلة تعني "وضيعة" أو
"حقيرة" أو معان مشابهة، على الرغم من عدم صحة هذا التفسير. الابتذال هو
تكرار عبارة ما كثيرا جدا حتى تفقد معناها، وتصبح التعبير الوحيد عن موقف أو فكرة
معينة بما يقتل إبداع الكاتب والقارئ معا .. ويحول بعض الصحفيين أحيانا إلى ما
يشبه البغبغان (أي الببغاء) يكررون كلمات لا يعرفون معناها ويتحاشون الإجابة عن
أسئلة حولها منعا للإحراج.
الأمر كله ذكرني بخاطرة سريعة نشرتها على فيسبوك قبل
شهور، عن كتاب موجه للصحفيين ومعدي البرامج الإذاعية والتليفزيونية، وكل من يعمل
بحقل الكتابة الابداعية بصفة عامة. هذا الكتاب هدفه الوحيد هو سرد أكثر الكليشيهات
استخداما، والتحذير من استخدامها، وحث الصحفيين على بذل مزيد من الجهد للابداع في
الكتابة.
ومع صورة غلاف الكتاب، جمعت قائمة بعدد من أبرز
الكليشيهات في الصحافة المصرية:
- الساحرة المستديرة
-
الضرب بيد من حديد
-
.... خط أحمر (ضع ما تريد مكان النقاط)
-
بلد الأمن والأمان
-
انهال عليه طعنا ولم يتركه إلا وهو جثة هامدة (هو في جثة بتتحرك؟)
-
احترام الخصم هو مفتاح الفوز / احترام الخصم "زيادة عن اللزوم" هو سبب الهزيمة
-
حافظ على شباكه عذراء (عيب يا جماعة)
-
قاب قوسين أو أدنى
-
يدق ناقوس الخطر (تعرفوا يعني ايه ناقوس؟)
ومن خلال التعليقات أضاف الكاتب الصحفي الشاب والمبهر
أحمد الدريني (AhmedElderiny1@ )عددا أخر من الكليشيهات التي
يبدو أنها تؤرقه أيضا:
- معركة تكسير العظام بين فلان وفلان (مينفعش طحن الجماجم)
-
ثورة يوليو المجيدة ( مينفعش العظيمة)
-
الأهلي يلقن الاتحاد درسا (مينفعش محاضرة)
-
شهر رمضان أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات (تعرف يعني إيه اليمن؟)
-
إيماء إلى المقال المنشور في صحيفتكم الغراء ( مينفعش حاجة غير الغراء)
ثم أضاف الصحفي السوبرمان علاء شاهين (alaashahine@) عددا أخر من الكليشيهات، التي
دأب على التخلص منها طوال فترات عمله كمحرر في مؤسسات مختلفة
- العدوان الغاشم
- التنين الصيني
- الدب الروسي
- الكومبيوتر الياباني
إذا كنت تمارس الكتابة، ووجدت نفسك تستخدم أي من
التعبيرات السابقة أو ما على شاكلتها بشكل مستمر، فاعلم أن هذا لا يندرج تحت بند
الإبداع، وإنما الابتذال.
No comments:
Post a Comment